التجارة الرابحة مع الله هي تجارة تحظى برضى الله تعالى وبإذنه يتحقق منها الربح والنجاح في الدنيا والآخرة. وهي التجارة التي تتم وفق ما أمر الله به في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
في القرآن الكريم، وردت عدة آيات تتحدث عن التجارة الرابحة مع الله، منها ما يلي:
قال الله تعالى في سورة البقرة: "وَتِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ. مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (البقرة: 81-82)
وفي سورة النور، قال الله تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (النور: 51)
وفي سورة التوبة، قال الله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْت وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ" (التوبة: 162-163)
ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن التجارة الرابحة مع الله:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء" (رواه الترمذي)
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ترك الرجل المال، والله يحفظه، وراءه لورثته الذين يحسنون في أمره، فهو صدقة جارية له" (رواه البخاري)
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" (رواه مسلم)
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الكسب كسب الأخلاق" (رواه الترمذي)
يتضح من هذه الآيات والأحاديث النبوية أن التجارة الرابحة مع الله تتم بالالتزام بأخلاق الإسلام، والعمل الصالح، والصدق والأمانة في التعامل، وترك الحرام والمعاصي. ومن الأمور الأخرى التي تعزز التجارة الرابحة مع الله هي الصدقة والتبرع للمحتاجين والمساكين، والعمل الدؤوب والاجتهاد في تحقيق الهدف المنشود.
إذن، يجب على المسلمين السعي إلى التجارة الرابحة مع الله، والعمل على تحقيق النجاح والربح في الدنيا والآخرة، والالتزام بأخلاق الإسلام في التجارة والتعامل التجاري، والابتعاد عن الغش والخداع والربا والحرام. يجب عليهم أيضًا أن يتعلموا أساليب التجارة الصحيحة والناجحة، والعمل على تحسين مهاراتهم في هذا المجال، مثل التسويق والإدارة والتخطيط والتنظيم.
يمكن أن يتحقق التجارة الرابحة مع الله بمختلف أنواع التجارة والمشاريع، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فالأمر يعتمد على نية واخلاص الشخص ومدى الالتزام بأخلاق الإسلام في التعامل التجاري.
ولإبراز أهمية التجارة الرابحة مع الله في الإسلام، فإن الكثير من الصحابة والأئمة والعلماء الإسلاميين قد اشتهروا بأنهم كانوا تجارًا ناجحين، مثل الصحابي الجليل عثمان بن عفان، والإمام الشافعي، وغيرهم من العلماء والصحابة.
وفي الختام، فإن التجارة الرابحة مع الله هي تجارة تجلب للإنسان الربح في الدنيا والآخرة، فهي تجارة مبنية على الأخلاق والعمل الصالح، وترك الحرام والمعاصي، والتبرع للمحتاجين والمساكين، وهي تجارة يعتبرها الله عز وجل صدقة جارية للإنسان في حياته وبعد مماته، فليس هناك أفضل من ذلك الربح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزى الزائر شرف لنا زيارتك لذلك اترك لنا تعليقك